بسم الله الرحمن الرحیم
کَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْیَقینِ (۵)
لَتَرَوُنَّ الْجَحیمَ (۶)
ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَیْنَ الْیَقینِ (۷)
حَتَّى أَتانَا الْیَقینُ (۴۷)
وَ اعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّى یَأْتِیَکَ الْیَقینُ (۹۹)
إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْیَقینِ (۹۵)
وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْیَقینِ (۵۱)
رجائا اطلب الکتاب من مکتبته دام ظله
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية ؛ ج1 ؛ ص247
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 247
الفصل الأوّل
الفضيلة الأولى: اليقين
الرذيلة الأولى: الريبة
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 249
الفضيلة الاولى اليقين
هو ضدّ الشّك و التّرديد و هو مرتبة من مراتب العلم.
توضيح ذلك انّ المعلومات النّظريّة غير المحسوسة قد يعتريها الشّك و التّرديد من قبل القوى الواهمة او المتخيّلة، و ان كان العقل مؤمناً بها، لما عنده من البرهان عليها، الا ترى انّ العقل يحكم بانّ الميّت جماد لا يضرّ و لا ينفع ولكنّ الوهم لا يقبل ذلك و التّخيل قد يصوّر ذلك الميّت متحرّكا.
فالشك و الوهم قد يتّجهان نحو المعلومات النظريّة و لاتطمئنّ النّفس اليها، كما انّ المعلومات العامّة و هي ما تكون ظنّيّة قريبة إلى العلم تكون كذلك، و ان كانت عند العموم و عرف النّاس علماً مغفولًا عند طروء الشك و الاحتمال إليه، فلذا فان الخطرات و احاديث النّفس المنافية للعقائد اليقينيّة للعموم إلّاالأوحدىّ من النّاس، كثيرة الوقوع و لا تضّر بالايمان.
لكن قد يصل العلم إلى مرتبة تطمئنّ النّفس بها و يرسخ ذلك العلم في القلب، فاذاً كما انّ العقل مؤمن بالمعلوم جازم به يكون القلب ايضاً كذلك. فلايتعرض الشكّ و الوهم لتلك الرتبة و كذلك جميع الخطرات المنافية لها.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 250
قال الرّاغب في المفردات: «اليقين …. و هو سكون الفهم مع ثبات الحكم و قال اللَّه تعالى: «و إذ قال ابراهيم ربّ ارنى كيف تحيى الموتى قال او لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي».[1]
طريق حصول اليقين:
حصوله في غير المعنويات من العلوم الرّسميّة او العاديّة يكون بالحسّ، فكلّ علم ينتهىالحسّ و يكون مدركه الحسّ كعلمنا بامتناع اجتماع النّقيضين او الضّدين، فهو يقين و يطلق عليه في اللغة و الاصطلاح اليقين، وها هو السر في اطلاق اليقين على الموت في الذكر الحكيم مراراً عدّة، قال اللَّه تعالى: «حتّى اتانا اليقين* فما تنفعنا شفاعة الشافعين»[2] كما انّ علمنا بالالام و اللّذّات الظّاهريّة و الباطنيّة كالنّوم و العطش يكون كذلك، و امّا في المعنويات كالاخلاق و الأخلاقيّات و اصول الدّين و المعارف الاسلاميّة و …. فلا يحصل إلّا باجتناب المحرمات و المكروهات و الشّبهات و المشتبهات النّفسانيّة و اتيان الاعمال الصّالحة من الواجبات و المندوبات و اولى منها الاجتناب عن الرّذائل الاخلاقيّة و تزيّن النّفس بالفضائل النفسانية.
و بالجملة طريق حصول اليقين في المعنويات ليس إلّابالاخلاق و الأخلاقيّات و قد نبّه القرآن الكريم على ذلك في آيات، منها:
قوله تعالى: «و اعبد ربّك حتّى ياتيك اليقين»[3]
و قوله تعالى: «ان تتقوا اللَّه يجعل لكم فرقانا».[4]
و قوله تعالى: «يا ايّها الّذين امنوا اتقوا اللَّه و امنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته
______________________________
(1)- البقرة/ 260.
(2)- المدثر/ 47 و 48.
(3)- الحجر/ 99.
(4)- الانفال/ 29.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 251
و يجعل لكم نوراً تمشون به».[5]
و قوله تعالى: «او من كان ميتاً فاحييناه و جعلنا له نوراً يمشى به في النّاس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها».[6]
و قوله تعالى: «اللَّه ولى الّذين امنوا يخرجهم من الظّلمات إلى النور».[7]
و قوله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين».[8]
و اخيراً قال تعالى: «و من لم يجعل اللَّه له نوراً فماله من نور».[9]
و نظير هذه الآيات كثير و كذلك الرّوايات الواردة في هذا المعنى، و سيأتي ذكر بعضها.
و السرّ في ذلك انّ الافاضة من اللَّه تعالى تحتاج إلى الاستعداد و القابلية، فالنّفس كلّما قربت إلى اللَّه تعالى تتّسع وجوداً و قابليةً فالنّفس الّتي تتكرّر تكدّرت بالرذائل النّفسانيّة و العمليّة لا تليق لأن تصبح محلّ افاضته تعالى و لا معنى لكونها ظرفاً لنوره و مورداً لهدايته الخاصّة.
فبالتّخلية و التّقوى ترفع الموانع و الادران و بالتّحلية و الاعمال الصّالحة تستعدّ لاستقبال الافاضات و كلّما كانت النّفس بالرّياضات الدّينيّة اصفى و اجلى كان استعدادها و قابليّتها للافاضات الالهيّة اجلى و اتم حتّى تصل إلى مقام اللّقاء و الفناء فتكون معدن نور اللَّه و عرصة الرّحمن فتدرك قيّوميّة الحقّ تعالى و تدلى ما سواه.
و قد روى عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم: «و لولا انّ الشّياطين يحومون على قلوب بنى آدم لنظرواإلى ملكوت السّموات و الارض»[10]
و إلى هذا المقام اشارتعالى بقوله: «و كذلك نرى ابراهيم ملكوت السّموات و
______________________________
(1)- الحديد/ 28.
(2)- الانعام/ 122.
(3)- البقرة/ 257.
(4)- البقرة/ 2.
(5)- النور/ 40.
(6)- جامع السعادات، ج 1، ص 126، فصل الأخلاق الذميمة تحجب عن المعارف.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 252
الارض و ليكون من الموقنين»[11]
و بما ذكرنا يظهر اولًا ان هذه الصفة هي من أشرف الصفات و افضلها، بل يتوقف غيرها عليها و في روايات مستفيضة انها اشرف الصفات و أعلاها. منها:
قول أبي عبداللَّه عليه السلام: «انّ الايمان افضل من الاسلام، و انّ اليقين افضل من الايمان، و ما من شيء اعزّ من اليقين».[12]
و ثانياً انّه ذو مراتب و له عرض عريض و في بعض الرّوايات: انّه ذو مراتب سبع، و في بعضها: انّه ذو مراتب تسع، و في بعضها انّه ذو مراتب عشرة، و في بعضها: انّه غير المتناهي مرتبة و سيأتي ذكر طائفةٍ من الرّوايات.
و بهذا الخبر يجمع بين الرّوايات فتكون السّبعة و التّسعة و العشرة من باب المثال، و إلّا فلا يمكن عدّها فكلّما يكون تقرّب العبد إلى اللَّه تعالى ازيد يكون بقينه كذلك.
نعم انّ أهل القلوب قد وافقوا على تقسيمه إلى أقسام ثلاثة، اخذاً من القرآن الشّريف و هي علم اليقين و عين اليقين و حق اليقين.
و مرادهم من علم اليقين ما يحصل من المشاهدات و الاستدلات الحسّيّة كاليقين بالموت بمشاهدة الميّت و بالنّار بالاستدلال من مشاهدة الدّخان.
و مرادهم من عين اليقين ما يحصل من رؤيته بالبصر او البصيرة كاليقين بالموت حين الاحتضار، و اليقين بالنّار حين مشاهدتها.
و مرادهم من حقّ اليقين ما يحصل من وقوعه في المتيقّن كاليقين بالموت إذا ذاقه و كاليقين بالنّار حين يلقى فيها.
ولكّل من هذه المراتب الثّلاثة مراتب كثيرة، فالمراتب غير متناهية كما مرّ.
و إلى المراتب الثّلاث اشار القرآن الكريم:
______________________________
(1)- الانعام/ 75.
(2)- بحار الانوار ج 7، باب اليقين، ص 135، ح 1.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 253
«سنريهم اياتنا في الافاق و في أنفسهم حتّى يتبين لهم انه الحق، او لم يكف بربك انه على كلّ شيء شهيد* الا انّهم في مرية من لقاء ربّهم الا انه بكل شيء محيط».[13]
فصدر الآية الاولى يشير إلى علم اليقين، و ذيلها إلى عين اليقين و الآية الثانية إلى حق اليقين.
و قال تعالى: «كلّا لو تعلمون علم اليقين* لترونّ الجحيم* ثمّ لترونها عين اليقين* ثمّ لتسئلنّ يومئذ عن النّعيم».[14]
فقوله: كلّا لو تعلمون علم اليقين لترونّ الجحيم، اشارة إلى علم اليقين، و معناه انّهم لو توجّهوا إلى الموت الّذي هو يقينىّ، لم يشغلهم التفاخر بالمال و الجاه و الاولاد و العشيرة عن الاخرة.
و قوله تعالى: «ثم لترونّها عين اليقين» اشارة إلى عين اليقين و معناه انهم يرون الجحيم يوم القيمة يقيناً و لفظة «ثمَّ» جيئت للتّراخى و لام القسم جىء بها للتأكيد.
و قوله تعالى «ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم» اشارة إلى حق اليقين و معناه انّهم في الجحيم ليسئلن عن النعم الظاهريه كالقرآن و الولاية و عن النعم الباطنيّة كالعقل و القابليّات الكمالية.
فوائد اليقين:
لليقين فوائد كثيرة و كثيرٌ من الفضائل ينبع منه و يتوقف عليه، و سيأتي تفصيله. و اجماله: ان التوكل، و تفويض الامر إليه تعالى، و اطمئنان البال و الانقطاع عن النّاس إلى اللَّه، و التسليم لامر اللَّه و الرضى بقضائه و قدره، بل و مثل الشجاعة و السخاء و …. ينبع منه
______________________________
(1)- فصلت/ 53 و 54.
(2)- التّكاثر/ 5- 8.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 254
بل يتوقف عليه.
و من فوائده: حصول مقام الخضوع و الخشوع و القيام بوظائف العبوديّة.
ولكنّ الّذي يجب التّنبيه عليه و هو مهم جداً، هو ان اليقين يمنع صاحبه عن كلّ مخالفة و يرغبه إلى كلّ مثوبة، فكلما زاد اليقين زاد المنع حتّى يصل إلى حد يمنعه عن كلّ مكروه و شبهة بل عن كلّ ما يشتهيه الهوى حتّى يصل إلى درجة يعدّ فيها الالتفات إلى غير اللَّه و الاشتغال بالمباحات محذور له و محظور عليه و يستغفر اللَّه ربه لذلك و هذا هو علة استغفار الرسول صلى الله عليه و آله و سلم فيما رُوي من قيامه به.
و بالجملة انه سدّ و حصن للانسان و لا سدّ غيره.
توضيح ذلك اجمالًا[15] ان الإنسان يحتاج إلى سدّ ورادع يمنعه و يردعه عن الشهوات و لولا ذلك لهلك. و جميع ما له منزلة المانعيّة و هو مما يرغّب إليه العقل و يُقرّه و يمضيه الشرع، امور:
1- العقل و هو حجة باطنة و رسول من اللَّه و وديعته اللَّه تعالى في باطن الانسان، و هو سدّ و مانع عن الميول المحرّمة و يرغب الإنسان إلى الخيرات و العبادات و قد أمر اللَّه تعالى في كتابه بمتابعته و الاهتداء بهداه و قد أعاد ذلك مراراً كقوله سبحانه: «افلا يتفكرون» و «افلا يعقلون»، «افلا يتدبرون» و ….
و بشّر اللَّه تعالى بالجنة و الخير مَن تابعه، فقال: «فبشر عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون احسنه اولئك الّذين هديهم اللَّه و اولئك هم اولوا الالباب».[16]
و قال تعالى نقلًا عن اهل الجحيم انّهم لميردوا السّعير إلّالعدم متابعتهم عن العقل «و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في اصحاب السعير».[17]
______________________________
(1)- قد افردنا في ذلك كتاباً من مجموعة محاضراتنا بهذا الخصوص تحت عنوان عوامل ضبط الغرائز.
(2)- الزمر/ 17- 18.
(3)- الملك/ 10.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 255
2- العلم و هو الّذي يمنع صاحبه عن الرّذائل لعلمه بمفاسدها، و لكون الاتيان بالرّذائل ينافي شخصيّته الجماعيّة فلذا اشتهر عن افلاطون انه كان يقول: ان شيوع الرّذائل في مجتمع دليل على جهلهم لأنهم لو علموا مفاسدها لميرتكبوها.
فلذا اكدّ الاسلام على التعليم و التّعلّم مراراً عديدة و قد مرّ منّا انه عدّ التعليم و التعلم في القرآن من العلل الغائيّة للتكوين و التشريع.
قال تعالى: «اللَّه الّذي خلق سبع سموات و من الارض مثلهن يتنزل الامر بينهنّ لتعلموا».[18]
و قال تعالى: «هو الّذي بعث في الاميين رسولًا منهم يتلوا عليهم اياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة».[19]
3- النّفس اللّوّامة و هي هامّة حتّى أقسم بها القرآن فقال: «لا اقسم بيوم القيمة و لا اقسم بالنّفس اللّوامة».[20] و جعلها تلو يوم القيمة، لانّها مثله في الحكم فكما انّ يوم القيمة وصفه تعالى بقوله: «و اتقوا يوماً لا تجزى نفس عن نفس شيئاً و لا يقبل منها شفاعة و لا يؤخذ منها عدل و لا هم ينصرون»[21] فكذلك النّفس اللوامة.
4- التربية و التهذيب و هي هامّة ايضاً، و لذا كرّر القرآن ذكرها تارة بالامر بها فقال:
«يا ايها الّذين امنوا قوا أنفسكم و اهليكم ناراً».[22] و أخرى بجعل الخسران في تركها فقال: «انّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم و أهليهم يوم القيامة أَلا ذلك هو الخسران المبين».[23]
______________________________
(1)- الطلاق/ 12.
(2)- الجمعة/ 2.
(3)- القيامة/ 1.
(4)- البقرة/ 48.
(5)- التحريم/ 6.
(6)- الزمر/ 15.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 256
5- القانون و الدستور الّذي يصون المجتمعات دينيّة او غير دينيّة و الاسلام امضى سيرة الناس في ذلك قولًا و عملًا، بل يظهر من القرآن انّها من سنن المرسلين.
قال تعالى: «لقد ارسلنا رسلنا بالبينات و انزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط و انزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس».[24]
6- الرّقابة العامّة و هو الامر بالمعروف و النهى عن المنكر و الاسلام اكّد عليها تاكيداً بالغاً فقال: «و المؤمنون و المؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر».[25]
بل ان الاسلام مضافاً إلى الأمر بقيام الناس بالرقابة الشعبيّة و الفرديّة أوجب تأسيس الحوزات الدينيّة اولًا فقال: «فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون»[26] و تشكيل بعثة الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر و منظّمتهم ثانياً فقال: «ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر».[27]
و البحث طويل الذيل، سيأتي في باب مستقل، ان شاء اللَّه في الاخلاقيّات.
7- الايمان العقلي و المراد منه ما يقطع به العقل من المعارف الاسلاميّة كالمبدء و المعاد و النبوة و الامامة، و هو «الاسلام» على حدّ مصطلح الذكر العظيم.
قال تعالى: «قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا و لمّا يدخل الايمان في قلوبكم».[28]
فهو مطلوب في الاسلام فلذا قال اللَّه تعالى في ذيل هذه الآية الشريفة: «و ان تطيعوا اللَّه و رسوله لا يلتكم من اعمالكم شيئاً ان اللَّه غفور رحيم».[29] و بالضّرورة فان غالب ايمان النّاس من هذا القبيل.
و كونه في الجملة سدّاً و مانعاً من مخالفة اللَّه و متابعة الهوى ممّا لا اشكال فيه. بل القرآن
______________________________
(1)- الحديد/ 25.
(2)- التوبة/ 71.
(3)- التوبة/ 122.
(4)- آل عمران/ 104.
(5)- الحجرات/ 14.
(6)- الحجرات/ 14.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 257
اشار إلى ان الظّن بالمعاد فضلًا عن القطع به يُعدّ سداً و مانعاً عن مخالفة الشرع، قال تعالى:
«ويل للمطفّفين* الّذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون* و إذا كالوهم او وزنوهم يخسرون* الا يظّن اولئك انّهم مبعوثون* ليوم عظيم».[30]
فلذا يشاهد ان اكثر روّاد المحاكم و نزلاء السّجون في كلّ زمان و مكان من غير المتديّنين.
و بالجملة، ان الجنايات و الجرائم هي لغير المتديّنين أكثر ممّا هو لغيرهم، إلّافي حالات نادرة.
هذه امور سبعة، و كماترى انّها كلها مطلوبة مرغوب فيها عقلًا و عرفاً و شرعاً إلّاان في جميعها اشكالًا مهماً جداً و هو ان هذه الأمورالسبعة تصدّ الإنسان و تمنعه من الرّذائل و تجعله على الصراط المستقيم في الجملة لا مطلقاً.
توضيح ذلك، ان الغرائز كثيراً ما تكون في حالة طبيعيّة و عادية، فتلك الأمور السبعة تصونه و تردعه عن الميول و الانحرافات و لكن قد تكون الغرائز في حالة الطّغيان و الاشتعال كغليان الشّهوة الجنسيّة او فوران حبّ الجاه او طغيان رذيلة من الرّذائل كالحسد و الغضب و شهوة التّكاثر فهذه الأمور السّبعة لا تقدر ان تكبح تلك الغرائز و تلك الرّذائل بتاتاً وللَّه درّ الشّاعر بالفارسيّة:
گوش اگر گوش تو و ناله اگر ناله من |
|
آنچه البته بجايى نرسد فرياد است |
|
|
|
فحالة الطّغيان هذه تطلب سدّاً آخر و مانعاً غير الأمور السّبعة الآنفة الذكر و لذلك ان الذكر الحكيم يذكر عاملًا آخر الا و هو:
الايمان القلبي و هو الايمان الّذي رسخ في القلب و هو اليقين بمراتبه، قال تعالى: «انّما المؤمنون الّذين امنوا باللَّه و رسوله ثمّ لم يرتابوا».[31]
______________________________
(1)- المطففين/ 1- 5.
(2)- الحجرات/ 15.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 258
فهو نور من اللَّه و هداية خاصّة منه و احياء قلبٍ بمنّه و هذا هو الّذي يحصل باجتناب المحرّمات و اتيان الخيرات و هو اليقين لغة و اصطلاحاً و هو فضل من اللَّه يؤتيه المقرّبين فطوبى لهم و نعم الثّواب و هذا هو ما يصفه القرآن بانّ اوّل مرتبته يكبح مثل غريزة التّكاثر إذا اشتعلت.
قال تعالى: «الهيكم التّكاثر حتّى زرتم المقابر كلّا سوف تعلمون ثمّ كلّا تعلمون كلّا لو تعلمون علم اليقين لترونّ الجحيم».[32]
و نحن نذكر بعض الايات و الرّوايات الواردة في اليقين تبركاً و تيمناً للبحث من غير تفسير و توضيح لهما، لانّه يحتاج إلى كتاب مستقل و يبعدنا عن غاية هذا الكتاب، نسئل اللَّه توفيق درك آي الكتاب و روايات العترة اللّذان هما الثّقلان في الرواية المتواترة لفظاً عند الفريقين.
______________________________
(1)- التّكاثر/ 1- 6.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 259
آيات في اليقين
«و جعلنا منهم ائمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا و كانوا باياتنا يوقنون».[33]
«و في خلقكم و ما يبثّ من دابّة آيات لقوم يوقنون».[34]
«هذا بصائر للنّاس و هدىً و رحمة لقوم يوقنون».[35]
«و اعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين».[36]
«كلّا لو تعلمون علم اليقين* لترونّ الجحيم* ثمّ لترونّها عين اليقين».[37]
«و كذلك نرى ابراهيم ملكوت السّموات و الارض و ليكون من الموقنين».[38]
«قد جائكم من اللَّه نور و كتاب مبين* يهدى به اللَّه من اتّبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظّلمات إلى النّور بأذنه و يهديهم إلى صراط مستقيم».[39]
«و من لم يجعل اللَّه له نوراً فماله من نور».[40]
«او من كان ميتاً فاحييناه و جعلنا له نوراً يمشى به في النّاس».[41]
«يا ايّها الّذين امنوا اتّقوا اللَّه و امنُوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته و يجعل لكم نوراً تمشون به و يغفر لكم و اللَّه غفور رحيم».[42]
______________________________
(1)- السّجدة/ 24.
(2)- الجاثية/ 4.
(3)- الجاثية/ 20.
(4)- الحجر/ 99.
(5)- التّكاثر/ 5- 7.
(6)- الانعام/ 75.
(7)- المائدة/ 15 و 16.
(8)- النّور/ 40.
(9)- الانعام/ 122.
(10)- الحديد/ 28.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 260
روايات في فضل اليقين
عن جابر قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: «يا اخا جعف ان الايمان أفضل من الاسلام، و ان اليقين أفضل من الايمان، و ما من شيء اعزّ من اليقين».[43]
عن الوشاء عن أبي الحسن عليه السلام قال سمعته يقول: «الايمان فوق الاسلام بدرجة، و التّقوى فوق الايمان بدرجة، و اليقين فوق التّقوى بدرجة، و ما قسّم في النّاس شيء اقّل من اليقين».[44]
قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: «خير ما القى في القلب اليقين».[45]
قال اميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة له: «ايّها النّاس سلوا اللَّه اليقين و ارغبوا إليه في العافية، فأن اجل النعمة العافية و خير ما دام في القلب اليقين، و المغبون من غبن دينه و المغبوط من غبط يقينه قال: و كان علي بن الحسن يطيل القعود بعد المغرب يسئل اللَّه اليقين».[46]
______________________________
(1)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 1، (ص 135).
(2)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 2، (ص 136).
(3)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 25، (ص 173).
(4)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 33، (ص 176).
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 261
روايات في تفسير اليقين
قال (يونس): «قلت فايّ شيء اليقين؟ قال أبا الحسن الرضا عليه السلام التوكّل على اللَّه، و التسليم للَّه، و الرضا بقضاء اللَّه، و التفويض إلى اللَّه».[47]
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «من صحة يقين المرء المسلم ان لا يرضى النّاس بسخط اللَّه و لا يلومهم على ما لم يؤته اللَّه، فان الرزق لا يسوقه حرص حريص و لا يردّه كراهيّة كاره و لو انّ احدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لا دركه رزقه كما يدركه الموت ثم قال: ان اللَّه بعدله و قسطه جعل الروح و الراحة في اليقين و الرضا، و جعل الهمّ و الحزن في الشّك و السخط».[48]
عن اسحاق بن عمّار قال سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: «ان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بالنّاس الصبح، فنظر إلى شاب في المسجد و هو يخفق و يهوى برأسه مصفراً لونه، قد نحف جسمه و غارت عيناه في رأسه، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: كيف اصبحت يا فلان؟
قال: أصبحت يا رسول اللَّه موقناً.
فعجب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم من قوله و قال له: ان لكل يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟
فقال: ان يقيني يا رسول اللَّه هو الّذي احزنني و اسهر ليلي و اظمأ هو اجري، فعزفت
______________________________
(1)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 4، (ص 138).
(2)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 7، (ص 143).
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 262
نفسي عن الدنيا و ما فيها حتّى كأني انظر إلى عرش ربي و قد نصب للحساب و حشر الخلايق لذلك و انا فيهم، و كانّي انظر إلى اهل الجنّة يتنّعمون في الجنّة و يتعارفون على الارائك متكئون، و كأني انظر إلى اهل النار و هم فيها معذّبون مصطر خون، و كأنّي الآن اسمع زفير النار يدور في مسامعي.
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: هذا عبد نورّ اللَّه قلبه بالايمان ثمّ قال له: الزم ما انت عليه.
فقال الشابّ: ادع اللَّه لي يا رسول اللَّه ان ارزق الشهادة معك.
فدعا له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم فلم يلبث ان خرج في بعض غزوات النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، فاستشهد بعد تسعة نفر و كان هو العاشر».[49]
عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم قال: «قلت لجبرئيل: ما تفسير اليقين؟ قال: المؤمن يعمل للَّهكانّه يراه، فان لم يكن يرى اللَّه فان اللَّه يراه و ان يعلم يقيناً ان ما اصابه لم يكن ليخطئه و ان ما اخطاه لم يكن ليصيبه».[50]
عن صفوان قال: «سئلت ابا الحسن الرضا عليه السلام عن قول اللَّه لابراهيم: او لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى، اكان في قلبه شك؟ قال: لا، كان على يقين ولكنّه اراد من اللَّه الزيادة في يقينه».[51]
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «ما من شيء إلّاو له حد. قلت: فما حدّ اليقين؟ قال: ان لا تخاف [مع اللَّه] شيئاً».[52]
______________________________
(1)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 17، (ص 159).
(2)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 27، (ص 173).
(3)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 34، (ص 176- 177).
(4)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 46، (ص 180).
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 263
روايات في فوائد اليقين
عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: «ان العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند اللَّه من العمل الكثير على غير يقين».[53]
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: كفى باليقين غنى و بالعبادة شغلًا».[54]
قال أبو عبداللَّه عليه السلام: «ان المؤمن اشد من زبر الحديد، ان الحديد إذا دخل النّار لان و انّ المؤمن لو قتل و نشر ثمّ قتل لم يتغيّر قلبه».[55]
______________________________
(1)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 8، (ص 147).
(2)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 32، (ص 176).
(3)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 42، (ص 178).
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 264
روايات في مراتب اليقين
عن يعقوب بن الضّحاك عن رجل من أصحابنا سرّاج و كان خدماً لأبي عبداللَّه عليه السلام قال: «بعثني أبو عبداللَّه عليه السلام في حاجة و هو بالحيرة انا و جماعة من مواليه. قال: فانطلقنا فيها، ثمّ رجعنا مغتمّين. قال: و كان فراشي في الحائر الّذي كنّا فيه نزولًا، فجئت و أنا بحال فرميت بنفسي. فبينا أنا كذلك إذا أنا بأبي عبداللَّه عليه السلام قد أقبل. قال، فقال: قد أتيناك او قال:
جئناك. فاستويت جالساً و جلس على صدر فراشي. فسألني عمّا بعثني له؟ فأخبرته. فحمد اللَّه. ثمّ جرى ذكر قوم، فقلت: جعلت فداك انّا نبرأ منهم انّهم لا يقولون ما نقول.
قال، فقال: يتولّونا و لا يقولون تبرؤن منهم؟ قال، قلت: نعم، قال: فهو ذا عندنا ما ليس عندكم فينبغي لنا أن نبرأ منكم؟
قال: قلت: لا- جعلت فداك- قال: و هو ذا عنداللَّه ما ليس عندنا أفتراه اطرحنا؟ قال، قلت: لا و اللَّه- جعلتُ فداك- ما نفعل؟
قال: فتولّوهم و لا تبرّؤوا منهم! انّ من المسلمين من له سهم، و منهم من له سهمان، و منهم من له ثلاثة أسهم، و منهم من له أربعة أسهم، و منهم من له خمسة أسهم، و منهم من له ستّة أسهم، و منهم من له سبعة أسهم. فليس ينبغي ان يحمل صاحب السّهم على ما عليه صاحب السّهمين، و لا صاحب السّهمين على ما عليه صاحب الثلاثة، و لا صاحب الثلاثة على ما عليه صاحب الاربعة، لا صاحب الأربعة على ما عليه صاحب الخمسة، و لا
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 265
صاحب الخمسة على ما عليه صاحب السّتة، و لا صاحب السّتة على ما عليه صاحب السبعة».[56]
عن عبدالعزيز قال: «دخلت على أبي عبداللَّه عليه السلام، فذكرت له شيئاً من أمر الشيعة و من أقاويلهم. يا عبدالعزيز الايمان عشر درجات بمنزلة السّلّم له عشر مراقي، و ترتقي منه مرقاة بعد مرقاة. فلا يقولنّ صاحب الواحدة لصاحب الثانية لست على شيءٍ، و لا يقولنّ صاحب الثانية لصاحب الثالثة لست على شيءٍ، حتّى انتهى إلى العاشرة. ثمّ قال: و كان سلمان في العاشرة و أبوذر في الثاسعة و المقداد في الثامنة.
يا عبدالعزيز لا تسقط من هو دونك فسيقطك من هو فولك. و إذا رأيت الّذي هو دونك فقدرت أن ترفعه إلى درجتك رفعا رفيقاً فافعل، و لا تحملنّ عليه ما لا يطيقه فتكسره، فانّه من كسر مؤمناً فعليه جبره، لانّك إذا ذهبت تحمل الفصيل حمل الباذل فسخته».[57]
قال الصادق عليه السلام: «اليقين يوصل العبد إلى كلّ حال سنىّ[58] و مقام عجيب، كذلك أخبر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم عن عظم شأن اليقين حين ذكر عنده انّ عيسى ابن مريم كان يمشي على الماء، فقال: لو زاد يقينه لمشى في الهواء. يدلّ بهذا انّ الانبياء مع جلالة محلّهم من اللَّه كانت تتفاضل على حقيقة اليقين لا غير و لا نهاية بزيادة اليقين على الابد و المؤمنون أيضاً متفاوتون في قوّة اليقين و ضعفه».[59]
عن الصادق عليه السلام: «…. ليس العلم بالتّعلم، انّما هو نور يقع في قلب من يريد اللَّه تبارك و تعالى أن يهديه، فان أردت العلم فاطلب اوّلًا في نفسك حقيقة العبودّية، و أطلب العلم
______________________________
(1)- اصول الكافى، ج 2، باب درجات الايمان، ح 2، (ص 42).
(2)- بحار الانوار، ج 69، باب 32، ح 9، (ص 168).
(3)- السنى: الرفعة- الضّياء.
(4)- بحار الانوار، ج 70، باب 52، ح 45، (ص 179).
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 266
باستعماله و استفهم اللَّه يفهمك».[60]
عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما أخلص عبد الايمان باللَّه أربعين يوماً او قال: ما أجمل عبد ذكراللَّه أربعين يوماً إلّازهّده اللَّه في الدّنيا، و بصّره دائها و دوائها، و اثبت الحكمة في قلبه و انطق بها لسانه».[61]
عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: «ما أخلص عبدللَّه عزّوجلّ أربعين صباحاً إلّاجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه».[62]
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «من زهد في الدّنيا أثبت اللَّه الحكمة في قلبه و أنطق بها لسانه، و بصّره عيوب الدّنيا داءها و دواءها، و أخرجه اللَّه من الدّنيا سالماً إلى دار السّلام».[63]
عن أبي الحسن عليه السلام: «… تعاهدوا عباد اللَّه نعمه باصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقيناً».[64]
______________________________
(1)- بحار الانوار، ج 1، ص 225، باب 7، ح 17.
(2)- بحار الانوار، ج 70، ص 240، باب 54، ح 8.
(3)- بحار الانوار، ج 70، ص 242، باب 54، ح 10.
(4)- بحار الانوار، ج 2، ص 33، باب 9، ح 27.
(5)- بحار الانوار، ج 69، ص 194، باب 33، ح 10.
دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العملية، ج1، ص: 267
[1] ( 1)- البقرة/ 260.
[2] ( 2)- المدثر/ 47 و 48.
[3] ( 3)- الحجر/ 99.
[4] ( 4)- الانفال/ 29.
[5] ( 1)- الحديد/ 28.
[6] ( 2)- الانعام/ 122.
[7] ( 3)- البقرة/ 257.
[8] ( 4)- البقرة/ 2.
[9] ( 5)- النور/ 40.
[10] ( 6)- جامع السعادات، ج 1، ص 126، فصل الأخلاق الذميمة تحجب عن المعارف.
[11] ( 1)- الانعام/ 75.
[12] ( 2)- بحار الانوار ج 7، باب اليقين، ص 135، ح 1.
[13] ( 1)- فصلت/ 53 و 54.
[14] ( 2)- التّكاثر/ 5- 8.
[15] ( 1)- قد افردنا في ذلك كتاباً من مجموعة محاضراتنا بهذا الخصوص تحت عنوان عوامل ضبط الغرائز.
[16] ( 2)- الزمر/ 17- 18.
[17] ( 3)- الملك/ 10.
[18] ( 1)- الطلاق/ 12.
[19] ( 2)- الجمعة/ 2.
[20] ( 3)- القيامة/ 1.
[21] ( 4)- البقرة/ 48.
[22] ( 5)- التحريم/ 6.
[23] ( 6)- الزمر/ 15.
[24] ( 1)- الحديد/ 25.
[25] ( 2)- التوبة/ 71.
[26] ( 3)- التوبة/ 122.
[27] ( 4)- آل عمران/ 104.
[28] ( 5)- الحجرات/ 14.
[29] ( 6)- الحجرات/ 14.
[30] ( 1)- المطففين/ 1- 5.
[31] ( 2)- الحجرات/ 15.
[32] ( 1)- التّكاثر/ 1- 6.
[33] ( 1)- السّجدة/ 24.
[34] ( 2)- الجاثية/ 4.
[35] ( 3)- الجاثية/ 20.
[36] ( 4)- الحجر/ 99.
[37] ( 5)- التّكاثر/ 5- 7.
[38] ( 6)- الانعام/ 75.
[39] ( 7)- المائدة/ 15 و 16.
[40] ( 8)- النّور/ 40.
[41] ( 9)- الانعام/ 122.
[42] ( 10)- الحديد/ 28.
[43] ( 1)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 1،( ص 135).
[44] ( 2)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 2،( ص 136).
[45] ( 3)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 25،( ص 173).
[46] ( 4)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 33،( ص 176).
[47] ( 1)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 4،( ص 138).
[48] ( 2)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 7،( ص 143).
[49] ( 1)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 17،( ص 159).
[50] ( 2)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 27،( ص 173).
[51] ( 3)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 34،( ص 176- 177).
[52] ( 4)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 46،( ص 180).
[53] ( 1)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 8،( ص 147).
[54] ( 2)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 32،( ص 176).
[55] ( 3)- بحار الانوار، ج 70، باب اليقين و الصبر، ح 42،( ص 178).
[56] ( 1)- اصول الكافى، ج 2، باب درجات الايمان، ح 2،( ص 42).
[57] ( 2)- بحار الانوار، ج 69، باب 32، ح 9،( ص 168).
[58] ( 3)- السنى: الرفعة- الضّياء.
[59] ( 4)- بحار الانوار، ج 70، باب 52، ح 45،( ص 179).
[60] ( 1)- بحار الانوار، ج 1، ص 225، باب 7، ح 17.
[61] ( 2)- بحار الانوار، ج 70، ص 240، باب 54، ح 8.
[62] ( 3)- بحار الانوار، ج 70، ص 242، باب 54، ح 10.
[63] ( 4)- بحار الانوار، ج 2، ص 33، باب 9، ح 27.
[64] ( 5)- بحار الانوار، ج 69، ص 194، باب 33، ح 10.
[65] آيتاللّه العظمى مظاهرى، دراسات في الاخلاق و شئون الحكمة العمليّة، 3جلد، مؤسسه فرهنگى مطالعاتى الزهرا(س) – اصفهان، چاپ: اوّل، 1390.